There are no items to show in this view.

خلال فعّاليّات اليوم العلميّ لكلّيّةِ الآداب.... الجامعة الأردنيّة تطلق برنامج ماجستير علم النّفس الإكلينيكي الأوّل من نوعه على مستوى الجامعات الحكوميّة

04.May.2025


أعلنت كلّيّة الآداب في الجامعة الأردنيّة اليوم خلال حفل افتتاح فعّاليّات يومها العلميّ الذي نظّمته برعاية رئيس الجامعة الدّكتور نذير عبيدات، عن إطلاق برنامج ماجستير علم النّفس الإكلينيكي؛ الأوّل على مستوى الجامعات الحكوميّة، والثّاني على مستوى الأردن، وهو أحدُ البرامج التي تُعَدُّ على أصابع اليد في المنطقة العربيّة.
ويهدف البرنامج الذي يشكِّل واحدًا من البرامج الرّائدة في الجامعة الأردنيّة، إلى إعداد كوادرَ متخصِّصةٍ تمتلك الكفاءة العلميّة والمهنيّة لتقديم خدماتٍ نفسيّة عالية الجَودة، من خلال دمج المعرفة النّظريّة العميقة بالتّدريب العمليّ المكثَّف وَفقًا لأحدث التّوجُّهات العالميّة في المجال.
وخلال حفل افتتاح اليوم العلميّ، أكّد عميد كلّيّة الآداب الدّكتور محمد القضاة في كلمته مندوبًا عن رئيس الجامعة، أنّ إشهار برنامج علم النّفس الإكلينيكي جاء تتويجًا لجهودٍ علميّة وأكاديميّة امتدَّت لِسنواتٍ طويلةٍ، كانت فيها المثابرةُ والحرصُ على تقديم برامج دراساتٍ عليا تواكب الواقع وتسهم في بناء المعرفة وتحسين جودة الحياة النّفسيّة والاجتماعيّة، مشيرًا إلى حِرص الكلّيّة على تبنّيها -بعنايةٍ فائقةٍ- سياساتِ الجامعة وإجراءاتِها، وطرحَ برامجَ جديدةٍ، وشراكاتٍ دوليّةٍ، ومواكبةَ التّحديثات ومتطلّباتِ سوق العمل.
وقال القضاة خلال الحفل الذي جاء بحضور عددٍ من عمداء الكلّيّات وأعضاء الهيئة التّدريسيّة والإداريّة وطلبة الكلّيّة، وممثلين عن مختلِف القطاعات الصّحّيّة والنّفسيّة والمعرفيّة: إنّ تصميم البرنامج جاء ليكون مرتبطًا بالتّجربة العالميّة في علم النّفس لإعداد باحثين واختصاصيّين نفسيّين مؤهّلين، لافتًا النظر إلى أنّ رسالة الكلّيّة لن تكتمل إلا برؤية طلبتها يغادرون مقاعد الدّراسة وهم مؤهّلون علميًّا ونفسيًّا ومزوَّدون بالمهارات التي تمكِّنهم من صناعة مواقعهم في الحياة بالعمل والجهد.
ونوّه القضاة إلى أنّ كلّيّة الآداب تسير بخطًى ثابتةٍ نحو التّجديد والتّطوير والاعتماديّة وتسكين البرامج، مشيرًا إلى تسكين ستّة برامج بكالوريوس من أصل سبعة، وخمسة برامج ماجستير من أصل تسعة، وبرنامجَي دكتوراه من أصل خمسة، كما عملَت الكلّيّة على تجهيز ما يقارب سبعين بالمئة من برامجها للحصول على الاعتماد الأردنيّ والعملُ مستمرٌّ لتجهيز ما تبقّى.
في حين قال رئيس قسم علم النّفس الدّكتور مروان الزّعبي إنّ "ماجستير علم النّفس الإكلينيكي "برنامج يرفد القطاع الصّحّي بالاختصاصيّين النّفسيّين المؤهَّلين والمزوَّدين بالعِلم والمعرفة والتّدريب الميداني الدّقيق حول الاضطرابات النّفسيّة؛ من تقييمٍ وتشخيصٍ وعلاجٍ ومتابعةٍ بعد أن كانت هذه المِهنة مفتوحةً للهُواة والدّجّالين.
وأوضح أنّ البرنامج يقدّم المعلومة التّطبيقيّة الصّحيحة في مجال التّدريب والتّعليم، كما يُوازِن بين الجانب النّظري والتّطبيق العمليّ، مشيرًا إلى عزمِ الكلّيّة صيفَ العام الجامعي الحالي إنشاءَ مركزٍ للخدمات النّفسيّة يقدّم خدماتِ التّدريب للطّلبة الملتحقين بالبرنامج ليستفيد منه مجتمع الجامعة والمجتمع المحلّيّ.
وأكّد الزعبي في كلمته وجود علاقةٍ وثيقةٍ ومتجذرةٍ تربِط علم النّفس بالقطاع الصّحّيّ لما يقدّمه علم النّفس الإكلينيكي من خدماتٍ نفسيّة للقطاع الصّحّيّ مِن مرضى وأطباء ومختصّين في الرّعاية الصّحّيّة.
بدَوره أشار المنسّق الأكاديمي للبرنامج وعضو هيئة التّدريس في قسم علم النّفس الدّكتور أحمد الشيخ إلى أنّ البرنامج جاء ثمرةَ جهود امتدّت لسنوات طويلة ليتحقّقَ اليوم ونحتفلَ بإطلاقه، منوِّها إلى أنّ المعاييرَ التي تتَّبِعُها الجامعة ومحاولاتِ التّميّز لضبط مخرجاتِ البرامج التّعليميّة؛ تمّ عكسها في تفاصيل البرنامج تمامًا.
وسلّط الشّيخ الضوء في حديثه على أهمّ المحاور والعناصر التي تضمنّها البرنامج، سعيًا في أن يكونَ برنامجًا نوعيًّا وليس عابرًا يقدّم كلّ ما هو جديد للقطاع الصّحّي في الأردن، مؤكّدًا على أنّ التّوجه العام في البرنامج سيكون مناصفةً بين التّدريب والتّدريس، وبمعدّل ما يزيد على الـ (300) ساعة تدريبيّة تحت الإشراف في السّنة الثانية، وكاشفًا وللمرّة الأولى في الكلّيّات الإنسانية عن البدء في تضمين ساعاتٍ عمليّة ضمن خطّة السّاعات المعتمَدة للبرنامج الدّراسي للمواد النّظريّة، تمامًا كما هو معمولٌ به في الكلّيّات الصّحّيّة والطّبّيّة، في سبيل إكساب الطّلبة المهارات المطلوبة في الإعداد النّظري قبل الانتقال إلى التّدريب العملي.
الاستشاري الأوّل في الطّب النّفسي الدّكتور وليد السّرحان قال في مداخلته: إنّنا نشهد اليوم انطلاقةً كبيرة لموضوع جرى الحديث عنه للمرّة الأولى في عام 1992 بطلبٍ من الدّكتور عبد السلام المجالي رحمه الله، للبدء ببرنامج علم النّفس السّريري كما يسمّيه، مشيرًا إلى أنّ الحديث وقتها لم يكن مجديًا لعدم وجود أيّ عضو هيئة تدريسٍ يحمل شهادة علمِ النّفس السّريري، ليتحقّق اليوم بعد مرور (33) سنة.
وأضاف: إنّنا حريصون على أن نقتدي بسياسة جلالة الملك عبد الله الثّاني التي تقضي إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطن، لافتًا النظر إلى ضرورة تضمين البرنامج لموادَّ أساسيّة تُدَرَّس من قبل أطباء نفسيّين، ما يمكّن الطّلبة من التّعرّف على الطّبيب النّفسي في إطار دراسته والاستفادة منه، وتساعدهم على العمل مستقبلًا ضمن فريقٍ متكامِل، ومؤكِّدًا أنّ هناك مساحةً كبيرةً للتّقدّم ولا بدّ من استغلالها.
وكذلك، أكّد المدير القطري للهيئة الطّبّيّة الدّوليّة الدّكتور أحمد بواعنة أنّ إطلاق برنامج ماجستير علم النّفس الإكلينيكي يشكّل خطوةً رائدةً طال انتظارها منذ عقود على مستوى الأردن، ذلك لأنّ سوقَ العمل مفتوح والحاجةَ كبيرة وفي تزايد، مؤكّدًا أنّ العمل في مجال علم النّفس هو بمثابة التزام إنساني وليس مجرّد وظيفة، ويتطلّب صبرًا ومجهودًا للتّعامل مع مختلِف الحالات المرضيّة وما تمرّ به من إحباطات إلى حين أن يكتب لها الشّفاء.
وتخلّل حفل افتتاح اليوم العلميّ الذي أداره رئيس قسم اللّغة العربيّة وآدابها الدّكتور معاذ الزعبي؛ عرضَ فيديو تسجيلي يوثّق لمسيرةِ قسم عِلم النّفس في كلّيّة الآداب وفي الجامعة الأردنيّة، وذلك استذكارًا للعمل التّراكمي والجهود المبذولة في سبيل أن يكونَ للقسم مكانتُه وسُمعته.
واشتمل اليوم العلمي على عدد من الجلسات المعرفيّة التي تناولت في محاورها موضوعات مختلفة ومتنوعة جمعت ما بين الأدب والشّعر والنّثر والصّحّة النّفسيّة وعِلم الاجتماع والأُسرة مثل ثقافة الخلاف والاختلاف، والاستشراق في السّياق العثماني، وقصّة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي، ودَور علم النّفس في العلاج التّأهيلي وعلاج الإدمان وفي الطّبّ النّفسي.
كما تطرّقت إحدى الجلسات في موضوعاتها إلى الحديث عن واقع المجتمع العربي في ضوء فكر ما بعد الحداثة، والأسرة الأردنيّة، وسلوكيّات توفير الطّاقة لديها، اختُتِمت بجلسةٍ شعريّة بمشاركة عدد من الشّعراء الذين تألّقوا خلال إلقائهم لأبياتهم الشعريّة.