محاضرة بعنوان "الإشاعة وتشكيل الوعي في الإعلام الحديث" في "الأردنية"

أخبار الجامعة الأردنية ( ا ج ا ) آية عويدي العبادي – استضاف قسم الفلسفة في كلية الآداب في الجامعة الأردنية الإعلامي الدكتور سامي كليب للحديث حول "الإشاعة وتشكيل الوعي في الإعلام الحديث".
 
 
وقال كليب خلال المحاضرة  التي أدارها الدكتور جورج الفار بحضور عميد كلية الآداب الدكتور محمد القضاة بأن الإشاعة ظاهرة اجتماعية قديمة، وليست وليدة اليوم، وقد لازمت الحياة البشرية على الأرض واتخذت عدة أشكال عبر التاريخ الإنساني وتطورت بتطور المجتمعات، بل بأنها متلازمة مع حركة الصراع والنزاع والاختلاف ومصاحبة للأطماع الاقتصادية والعسكرية ومرافقة للتغيرات الاجتماعية والتحولات السياسية والثقافية.
 
 
وأضاف بأنها عبارة عن نشر خبر ما بصورة غير منتظمة وبدون التحقق من صحته وأنها تقوم بنشر الخبر بطريقة شبه سرية، دون ذكر مصادره وكثيرا ما تنشر أخبارا وهمية وقد تكون حقيقية مع كثيرا من التحريف والتحوير الذي يشوه صورة الحدث الأصلي.
 
 
ولفت كليب إلى أن الإشاعة تعتمد بالأساس على الاتصال الفردي لشيوعها ولسريانها ولم تظهر كمفهوم علمي إلا في القرن العشرين، منوها بأن هذه الظاهرة الاجتماعية القديمة قامت بوظيفة الإعلام في فترة زمنية طويلة من حياة المجتمع البشري قبل ظهور الإعلام بمفهومه المعاصر وهي أقدم وسيلة إعلام في العالم.
 
 
وفي مقارنة بين الإشاعة والبروباغندا قال إن الأخيرة هي عملية نشر فكرة أو نظرية سياسية أو مجموعة أفكار بغية التأثير في الرأي العام وتغيير نظرته إلى الأحداث والأشخاص والمنتجات ودفعه لتبني أفكار جديدة تخدم مروجها أو من يقف خلفها، وأنها تعتمد على منظومة وسائل للإقناع أو لغسل الأدمغة بالترغيب أو بالترهيب أو بالاثنين معا، ما يشير إلى الاختلاف بين المعنيين ؛ في أن الإشاعة تظهر وتنتشر دون هدف أو تنظيم بينما الثانية لها هدف وتتنتشر بصورة منتظمة ومدروسة.
 
 
وأشار إلى أن رفع منسوب القلق والخوف عند الناس يزيد من فرص نجاح الدعاية السياسية على اعتبار أن "حماية النفس" من الغرائز الأولى للإنسان إلى جانب البحث عن المأكل؛ مستشهدا بما فعلة "داعش" لينجح كل النجاح في غزو المدن والقرى بهذه السهولة بدعايته الدموية التي خلقت حالة من القلق المروع لدى الناس.
 
 
وتطرق كليب إلى دور "السوشال ميديا" في خدمة الإشاعة والبروباغندا وضمان انتشارهما وتعزيز دورهما وهدفيهما من خلال تقنيات التلاعب بالصور والمضامين والأفلام والتعديلات الجوهرية على الصور وإضافة خلفيات وإطار عام، موضحا أنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يمكن نقل معركة من بلد إلى آخر ببساطة.
 
 
وعرض كليب جملة من الأمثلة على استخدام بعض الدول والأشخاص الإشاعة والبروباغندا في كثير من المحافل الدولية والأحداث والوقائع والحروب لتحقيق أهداف على الصعيدين الشخصي والدولي.
 
 
وفي مكافحة كل منهما قال كليب إن كليهما يتطلب رفع نسبة الوعي لدى الناس وضرورة التحقق من مصادر الأخبار والتركيز على المصادر الموثوقة فقط ومقاطعة المصادر التي تضع معلومات مغلوطة بشكل متواصل، إضافة إلى البحث عن هوية مصدر المعلومات وجهة انتمائه، وأهمية القراءة والتثقف لغات متعددة.
 
 
وفي ختام المحاضرة التي قدمها الدكتور جورج الفار وحضرها عميد كلية الآداب الدكتور محمد القضاة ورئيس قسم الفلسفة الدكتور عامر شطارة ونخبة من الأساتذة والطلبة دار حوار موسع بين كليب والحضور.