قراءات شعرية للدكتور إبراهيم الكوفحي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها

أقام قسم اللّغة العربيّة وآدابها في الجامعة الأردنيّة يوم الثلاثاء الموافق ٢٠١٨/١٠/٢٣ قراءات شعرية للدكتور إبراهيم الكوفحي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في مدرج الكندي بكلية الآداب،وقد أدار الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل هذه الجلسة الشعرية وسط حضور حشد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات .
وتضمّنت القراءات الشعرية قصائد وطنية ذات طابع وجداني ذاتي يحمل ذاكرة المكان ويعود بها إلى محطات الصّبا كقصيدة
 "أحبك عمّان" التي تزخر  بالعاطفة الشعرية
أحبّكِ يا (عمَّــــانُ)، يا قُبْلَةَ النّـــدى
ويا بسمة الأقمارِ في وحشـةِ الدجى
أحبّكِ يا (عَمَّـــــان)، يا خيرَ مَنْ أسا
جراحي، وعنّي أذهبَ الحـزنُ والعنا
أعودُ إليكِ اليومَ من بعـــد غربــةٍ
رمتنيَ أشلاءً إلى السَّبعِ في الفــــلا
كأني إلى (الفردوس) أرجـعُ ثانيًا
وقد ذقتُ ما قد ذُقتُ من لَهَبِ الشقا
فيا أجـملَ (الزَّيْناتِ)، ما زلتِ دائمًا
 كـما كنـــتِ، أهـــلاً للنسـيب وللثنـا
وما زلتِ شمساً للمـكارمِ والعــــلا
  وما زلتِ قـلباً للمحــبّــــة والـــوفا
أحبّك يا (عمَّــانُ) يا أوَّلَ الهـــوى
عليكِ سلامُ اللَّـهِ في الصـبحِ والمسا
 
واتسمت قصائد الدكتور إبراهيم الكوفحي بالتنوع من حيث الموضوعات إذ عمد إلى تصوير أزمة الإنسان في علاقته مع مجتمعه وحالة الاغتراب التي تسكنه وهذا ما تجلى في قصيدة"وجوه بلا عيون" التي قال فيها:
 
حملتُ (الشمسَ) حتى كلَّ متني
 
ولكــــنَّ الوجـــــــوهَ بلا عيــــونِ
 
عماءٌ مُزْمــــنٌ .. ودجىً مخيفٌ
 
وأوثانٌ .. ودنيا من مجـــــــــــونِ
 
سأرحلُ عن مدائنهمْ ..، لأخرى
 
مفتّحـــــةِ المداركِ والحصـــــونِ
 
وما أنا يائسٌ منهــــــمْ، ولكــــــنْ
 
أراهمْ يحشِـــــــــدونَ .. ليقتلوني
 
ولستُ أرى البطــــولةَ في مماتي
 
ومثلي مَنْ يضوّئ في الدجونِ
 
 
كما قدّمَ نقدا اجتماعيا ساخرا في قصائده وسط تفاعل كبير من الجمهور الحاضر .يقول في قصيدة "مهنة الستّ"
 
مهنـــةُ الستّ؟  ـ أنا (فنّانــــةٌ)
..فاشرأبَّ الناسُ في بَهْوِ المطارْ
قلتُ: مهلاً ، أيّ فــــنٍّ عنـــــدها!
كلّ ما تعرفُ هذي باخـتصـــــارْ..
وإذا حـــــرّاسُها في لمحـــــــةٍ
يشهرون النار: لا تنطقْ، حــــذارْ
 
سَحَبـــــــــوني وكأنّي ملحــــــدٌ
أو كأني ســــــارقٌ مليــــــون دارْ
ودخلـــــتُ السجــــنَ شهراً كاملاً
وهـــي تزدادُ ائتــــلاقاً واشتهـــارْ
والفضائيــــاتُ صبــــاحاً ومـسا
تنشــــرُ الأخـــبارَ عنها بافتخارْ
صـــــورٌ إنْ ضحكــتْ أو (شربتْ)
ولقــــــاءٌ مَـعَـــها فـــي كـــــلِّ بارْ
و تم تخصيص مساحة نقاشية مع الدكتور إبراهيم الكوفحي شارك فيها أعضاء هيئة التدريس والطلبة الذين استفسروا عن قضايا جوهرية تتعلق بتطوير التجربة الشعرية وكان رد الدكتور إبراهيم الكوفحي رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية :إن الموهبة الشعرية وحدها غير كافية إذ تحتاج إلى ثقافة تعززها وترسّخها و هنا يتحقق التميز والابتكار .
وتعد هذه القراءات الشعرية التي ينظمها قسم اللغة العربية حركة إبداعية تدفع بالمشهد الثقافي في الجامعة الأردنية نحو الاستمرارية والتقدم .