مندوبا عن سمو الأمير الحسن بن طلال وزير الصحة يفتتح أعمال الندوة العلمية الدولية المتخصصة في بناء الصحة النفسية للاجئين

​أخبار الجامعة الأردنية (ا ج أ) سناء الصمادي- انطلقت في رحاب الجامعة الأردنية اليوم أعمال الندوة  العلمية الدولية المتخصصة " التحول من الإقليمية إلى العالمية في بناء الصحة النفسية للاجئين: المنعة النفسية" ، التي تنظمها كلية الآداب/ قسم علم النفس بالشراكة مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز).

وأكد مندوب سمو الأمير الحسن بن طلال وزير الصحة الدكتور سعد جابر خلال افتتاحه أعمال الندوة أهمية تضافر جهود جميع العاملين في وزارات الصحة والتنمية الاجتماعية والتخطيط، ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد والمنظمات العالمية، لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين، والتشارك في إيجاد منظومة متكاملة، وحلول مبتكرة وجديدة لدعم الاحتياجات النفسية لهم.

وأشار إلى أن أكثر من 70% من اللاجئين يعانون من اضطرابات نفسية لا يحصلون على الدعم النفسي، والناجمة عن الصراعات والحروب والتهجير، لافتا إلى أن الأردن كان له دور فعال في إيواء اللاجئين من الدول المجاورة الأمر الذي يشكل عبئا كبيرا على مصادر الأردن وخاصة الصحية  والنفسية منها.

وتابع أن وزارة الصحة ملتزمة بتطبيق خطط عمل تتعلق بتقديم خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي ذات جودة عالية في مجال الصحة النفسية. 

ودعا جابر في ختام كلمته إلى تبني مبادئ صحية وعالمية من خلال التشاركية والتعاون على نطاق أوسع في كافة القطاعات الحكومية والخاصة في هذا الشأن، وإعادة النظر في منهجية العمل لبناء منعة نفسية واجتماعية للارتقاء بمستوى الخدمات النفسية التي تقدم للاجئين.

وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة إن الجامعة تعد بيت العلم والمعرفة، والإطار الناظم للممارسات المهنية خلال تبنيها للنهج القائم على الانفتاح على المجتمع وتلمس حاجاته ورفد سوق العمل بخريجين مؤهلين قادرين على التميز وإحداث فرق في أماكن عملهم.

وأضاف أن الجامعة تسعى لتوطيد الصلة بالمؤسسات المهنية لتحقيق التوأمة والتواصل المنشود بما يحقق الجودة في البرامج الأكاديمية ما يسهم بفاعلية في عملية تطويرها.

وبين القضاة أن موضوع الصحة النفسية يعد مفهوما مركزيا ليس فقط على مستوى اللاجئين بل على مستوى المجتمع الأردني بجميع أطيافه، لافتا أن اللجوء يعد تجربة تلقي بظلالها على الحياة اليومية لكل مواطن لما له من تداعيات اجتماعية واقتصادية وديموغرافية، الأمر الذي يستدعي إعادة توجيه الأولويات بما يضمن التكامل والانسجام في بناء الخطط والبرامج التنموية.

ونوه إلى أن انعقاد الندوة العلمية المتخصصة في بناء الصحة النفسية للاجئين جاءت بعد مرور ما يزيد على ثماني سنوات على الأزمة السورية كخطوة بناءة لتلبية حاجات المجتمع وما يمكن أن يطرأ عليها من تغيرات.

وفي السياق أوضح رئيس منظمة الجمعية الطبية السورية الامريكية (سامز) الدكتور ماهر عزوز أنه لا بد من صياغة نظرة شمولية لعدة مفاهيم على المستوى العالمي والإقليمي حول ماهية اللجوء وتبعاته، كونها مشكلة عالمية ليست منطقية والمسؤولية تقع على العالم أجمع .

وشدد عزوز على أن المجتمع الدولي يقع على عاتقه تحمل مسؤولياته المادية والتنظيمية، كما  تقع على عاتق الدول المضيفة والهيئات غير حكومية التي تعمل في المجال الإنساني، إضافة إلى جمعيات الأمم المتحدة  لتقديم إعادة نظر شمولية بآليات التعامل مع احتياجات اللجوء للتوصل الى آليات ومعالجات تؤمن كرامة اللاجئ أولا وتحفظ إنسانيته ، مع التركيز على أهمية الصحة النفسية للاجئين وتبعات هذا على الصحة النفسية للمواطن في المجتمعات المضيفة.

ودعا إلى ضرورة توجيه حملة توعوية في العالم للتأكيد على أهمية الصحة النفسية وإدخالها ضمن الأولويات والسياسات الموضوعة، وإعادة النظر في تقييم تداخل وسائل  وعلاج تكون مبنية على أسس جديدة لإحداث نهضة جادة مع الاحتياجات النفسية لللاجىء ليكون فاعلا في مجتمعه الجديد والقادم بعد انتهاء أزمته، وقال " أنه لا يتأتى ذلك إلا بوجود ثلاثة ركائز أساسية لتعمل بشكل متناغم وهي الجهاز الأكاديمي، والحكومي، والجهاز الطبي".

وأضاف أنه لا بد من تطوير استراتيجية جديدة من خلال الأبحاث العلمية والدراسات  للتأكيد على أهمية الصحة النفسية للاجئين.

واستعرض منسق الندوة أستاذ علم النفس في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد الشيخ هدف الندوة التي تسعى إلى إعادة النظر في منهجية العمل للانتقال من التركيز على الأزمة التي تكون أكثر إلحاحاً وذات طبيعة خاصة في بدايتها، إلى التركيز على تنمية المصادر المجتمعية والشخصية للاجئين وأفراد المجتمع المحلي لبناء منعة نفسية واجتماعية للارتقاء بمستوى الخدمات النفسية ما يلبي التغيرات التي يفرضها الواقع.

وبين أن الندوة يشارك فيها ممثلون من وزارات: التنمية الاجتماعية، والصحة، والتخطيط، وأكاديميون من الجامعة الأردنية، وجامعات أخرى محلية ودولية، ومدراء ومتخذو القرار في المنظمات الدولية، إلى جانب مجموعة من الأطباء النفسيين والعديد من العاملين في قطاع الصحة النفسية؛  جاءت للوقوف على صياغة الخطط والأهداف القادمة في مجال الصحة النفسية للاجئين، سواء على مستوى الدور الأكاديمي للجامعات، أو الوزارات المعنية ومقدمي الخدمة.

وتابع أن الندوة التي تستمر يومين تركز في اليوم الأول على المراجعة الشاملة للممارسات المهنية والأكاديمية المتعلقة بخدمات الصحة النفسية للاجئين وأفراد المجتمع المحلي ، وما يمكن أن تحتاجه من مراجعة وتأطير للارتقاء بالخدمة.

فيما يسلط اليوم الثاني الضوء على تبادل الخبرات والتعليم وفق أحدث المعايير العالمية المتعلقة بالصحة النفسية.

وتشكل الندوة التي حضرها عميد كلية الآداب الدكتور محمد القضاة، وأعضاء هيئة التدريس وطلبة،  فضاءً للحوار وفرصة للاطلاع على تجربة دعم اللاجئين في الأردن على المستويات المختلفة بما فيها الدعم النفسي والاجتماعي، وتعد تجربة فريدة ومتميزة على المستويين المحلي والإقليمي، وتعود أسبابها إلى التاريخ الطويل للمملكة الأردنية الهاشمية في استضافة اللاجئين.

يشار إلى أن الندوة جاءت ضمن أولويات الجامعة الأردنية الداعمة بالتوجه نحو التنمية المستدامة والمرتكزة على المجتمع، إضافة إلى النهج الذي بادرت فيه الجمعية السورية الأمريكية باعتبار الجامعة الأردنية هي الحاضنة العلمية والأكاديمية التي يفترض أن توجه الممارسات المهنية في مجال الصحة النفسية في الميدان، ودور الجمعية السورية الأمريكية في تقديم خدمات الدعم النفسي المتخصصة والذي سعت بشكل دؤوب لتأطيره ضمن الأنظمة والتشريعات الحكومية ممثلة بوزارة التنمية والصحة والتخطيط علاوة على تسليح هذا النهج بالخبرة الأكاديمية من خلال الجامعة الأردنية.