ندوة تعرض لدور الشباب وثقافة المواطنة في الأوراق النقاشية الملكية في (الأردنية)

خبار الجامعة الأردنية (أ ج أ ) فادية العتيبي- انحازت ندوة نقاشية عقدتها كلية الآداب في الجامعة الأردنية في طروحاتها للحديث عن الشباب وثقافة المواطنة في الأوراق النقاشية الملكية السبعة التي قدمها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.

 

وسعت الندوة التي شارك فيها كل من عميد الكلية الدكتور محمد القضاه وأستاذ علم الاجتماع الدكتور مجد الدين خمش، والإعلامي إبراهيم السواعير، إلى بيان دور الشباب الأردني في ترسيخ ثقافة المواطنة والتشاركية والعطاء في النسيج المجتمعي الواحد، لما يشكلونه من عماد للوطن وعدته للمستقبل وواجهته الحضارية المشرقة.
 
 
القضاه، استهل الندوة بالحديث عن الطالب وغايته من جامعته، ومهمته في أن يكتشف ذاته ويعرف أين هو موقعه، وكيف يناقش ويحاور بموضوعية علمية عالية، وأن يعرف أن الجامعة ليست مكانا للنزهة وقضاء وقت الفراغ، وإنما هي مرحلة عمرية لا تعوض وكل شيء فيها ينبغي أن يكون محسوبا بدقة، لأنها من الممكن أن تضعه في مواجهة المجتمع وأعباء الحياة.
 
 
وقال إن الطالب من حقه أن يبني شخصيته وأن يعيش عصره ويطرح فكره في عالم منفتح لا يعترف بالتقوقع والانغلاق، وهي مسؤولية الجميع في أن يفتحوا أبواب الحوار العلمي والأكاديمي معه، ليبدع ويحب العلم والمعرفة، كما أنه بحاجة إلى توجيه صريح وواضح بعيدا عن أشكال مصادرة  الحرية غير المسؤولة وأساليب المراوغة، حيث إن مصادر المعرفة وفرص التحديات كثيرة وكبيرة ومفتوحة على الاتجاهات كافة، وقابليتهم للتعلم سريعة تتجاوز الحدود،  لذا لا بد من التواصل معهم وسماع آرائهم والإصغاء لطروحاتهم وتفجير طاقاتهم، لتظل هذه الفئة مبدعة ومنتجة.
 
 
وأشار القضاه إلى أهمية الحوار بين جيل الكبار وجيل الشباب، وطبيعة العلاقة المفترض أن تكون بين الجيلين وأن تقوم على قواعد من العطاء والبناء والنماء والاحترام في سبيل بناء جيل يعرف وطنه وموقعه، قادر على إعمال العقل والتفكير والبحث عن المفيد والتطلع إلى الأمام.
 
 
وأكد القضاه على دور الجامعة في تعزيز فكرة الوفاء للوطن في قلوب وعقول الطلبة، والاستمرار في البناء والعطاء، والدفاع عنه، وتقديمه للعالم أنموذجا راقيا في مؤسساته وإنسانه وأجهزته وصوره، وديمقراطيته، الأمر الذي يقودنا في نهاية المطاف إلى مزيد من الحوار مع كل الأطياف حول قضايا الديمقراطية، والاصلاح الاقتصادي والقضايا المختلفة.
 
 
في حين عرض خمش للأوراق النقاشية الملكية السبعة التي قدمها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين التي نشرت منذ عام 2012 وحتى عام 2017، تناولت مواضيع سياسية واقتصادية وقانونية وتعليمية، مؤكدا أنها جزء أصيل من مشروع الإصلاح السياسي الشامل التي يقودها جلالته لجعل الأردن أنموذجا للاستقرار والديمقراطية والعدالة والتقدم.
 
 
وتطرق خمش في حديثه لمنهجية تحليل المضمون لما ورد في الأوراق السبعة من جوانب تدعم المواطنة وحب الوطن وترسيخ الهوية الوطنية الأردنية، مشيرا إلى أن الأوراق النقاشية دلت على ملامح المواطن الصالح اجتماعيا الذي يدرك أهمية الالتزام بالدين والحفاظ على اللغة والتاريخ، واحترام القانون .
 
 
وركز خمش على مفهوم المواطنة وما يندرج تحته من جوانب وسلوكيات أهمها الحقوق والحريات، والمساواة القانونية والاجتماعية والمشاركة الفاعلة سياسيا سواء على مستوى الوطن أو على مستوى الجامعة، مؤكدا أن المواطن عليه التزامات وواجبات قانونية وأخلاقية تجاه وطنه وقيادته، ما يسهم في تحقيق الاستقرار في المجتمع.
 
 
بدوره تناول السواعير في مداخلته الحديث عن دور الأدب والفن في صقل وتثقيف شخصية الطالب، الذي حتما سيشق حياته العملية مهما طال به الوقت، وسيتعامل مع مجتمع منفتح على بعضه بحكم وسائل التواصل الحديثة التي غزت المجتمع، الأمر الذي يستوجب من الطالب وعيا فكريا متقدما.
 
 
وقال إن الفن والأدب وسيلة للاندماج والتشاركية والعطاء لبناء وطن قوي يتصدى لعواصف مبرمجة، والرهان يتوقف على ذاك الطالب الذي يجب عليه ألا يكون منغلقا ولا يقصي غيره من المشاركة، مشيرا إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين طالب في الأوراق النقاشية أن يكون الإعلام الثقافي والفن الأردني وسيلة هادفة تعكس صورة حضارية عن المجتمع الأردني للعالم أجمع.
 
 
وفي نهاية الندوة التي أدارتها رئيسة قسم الجغرافيا الدكتورة دلال زريقات، دار نقاش موسع بين الطلبة الحضور والمشاركين تطرقوا خلاله لجملة من الموضوعات ذات العلاقة أبرزها ظاهرة العنف الطلابي وسبل التخفيف من حدتها واستبدالها بالحوار السلمي البعيد كل البعد عن العنف، بالإضافة إلى أبرز الوسائل التي من شأنها تعزيز ثقافة المواطنة، وغيرها من الموضوعات.
 
 
انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى