بـحـــث  Search
"الأفق الرحيب للإشعاع الفكري و الثقافي في المجتمع ، و تجديد قيم الأصالة و الاستنارة و تخريج المثقف ذي العقلية النقدية المتفتحة و القادرة على التواصل الفعال "
كلية الآداب
كلمة عميدة كلية الآداب للطلبة الخريجين

بسم الله الرحمن الرحيم
 الأساتذة الأعزاء ، رسل العلم وبناة الجيل ، طلبتنا الأوفياء المثابرين ، صناع التغيير والأمجاد ، أهلنا الطيبون ، يا من أغدق العطاء ، ممزوجا بالبذل والدعاء والصبر، الحضور الكريم ، أرحب بكم في هذا الصرح العلمي المهيب، فأهلا بكم وجوه نلمح من فرحتها ما نصبو إليه من آمال .
  ها هي أفواج الخير للطلبة الخريجين من أعرق الكليات في جامعتنا الحبيبة ( الجامعة الأردنية) كلهم فخر ومعنويات عالية لا يتسرب إليها الكلل، قد توجتها مسيرة طويلة قوامها الكد والسهر والاجتهاد ، يتهيئون بعدها لإستقبال مرحلة جديدة من حياتهم ، عنوانها الكبير بناء مستقبلهم وأوطانهم لتغدو عامرة .
   لقد حَرِصتْ الهيئة التعليمية في هذه الكلية، وانطلاقاً من توجيهات الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة  على اعتماد خطط بعيدة المدى، تتجه نحو إعداد الطلبة عبر وسائل تربوية ومناهج علمية حديثة، تراعي التطور الذي تشهده الساحة العلمية العالمية في مجال الدراسات الانسانية والمهارات المساندة لها، بخاصة ما يرتبط بتوجيه الطلبة نحو وسائل تكنولوجيا المعلومات، بغية مطالعة الكم الهائل من الدراسات والأبحاث والمنهجيات والخبرات في هذا المجال، لتتسع عندها أفاق الطلبة ورؤيتهم الثاقبة لكل ما يطرأ حولهم من متغيرات في حقول المعارف الجديدة ذات العلاقة بتخصصاتهم .
 ولمواكبتها عمدت الكلية بعد التغذية الراجعة، المعتمدة على النتائج والإحصائيات الدقيقة وبالتعاون مع الجهات المعنية في الجامعة، من تهيئة مختبرات الحاسوب المختصة لهذه الغاية، وتمضي الكلية قدما إلى زيادتها وتحديثها، إضافة إلى التركيز على تخصيص قاعات مطالعة مركزية إضافية داخل الكلية، تهتم بالكتب الورقية والأبحاث والدراسات المحفوظة الكترونياً ، وذلك من خلال محاولة ربطها مباشرة بمكتبة الجامعة الأم .
  الطلبة الأعزاء ، أنتم فقط المحور الرئيس لعملية التعليم والتعلم فلا انجاز لجامعتنا ولا تقدم أي كان يطال قطاعات مجتمعنا، دون دوركم أنتم المقرون بطموحكم أن نصل معا إلى الأفضل، وفي طليعة الصفوف المتقدمة على المستوى المحلي تمهيداً لانطلاقتنا تجاه العالمية، فليحمل كل واحد منكم جملة العلم والمعرفة التي تلقاها وليغلفها بالأخلاق والسلوك المعهود عنا كمجتمع منضبط  له قواعده وعاداته الأصيلة، ليصبح هذا المكون المتآلف قادراً وبفعالية على المساهمة في تحضير أجيال قادمة، من خلال تعليمكم لها سواء في المدارس أو من خلال نشركم ما تملكون من ثقافة رصينة بين أفراد مجتمعاتكم على امتداد مساحات الوطن ، تساهمون بها في إعداد آخرين ليحلوا مكانكم في هذه الجامعة أو غيرها، فكونوا على يقين أنكم ستصبحون حلقة وصل مهمة بين المجتمع والجامعة، فليكن غرسكم طيبا ونصيحتكم سديدة ، ليطيب حصادكم .
 وأعلموا خريجينا أن خاصية العلم والمعرفة هي التطور ، وميزة الفرد المتحضر هي المواكبة والمتابعة لكل جديد، فاعملوا بقوة على تنشيط إمكانياتكم وزيادة فعالياتها باكتساب كل مهارات الاتصال سواء المتعلق منها بوسائل المعرفة المحوسبة أو اللغوية ، لتكونوا عندها قادرين على المنافسة في سوق العمل المفتوح داخليا وخارجياً، هذا السوق الذي أصبح اليوم على الرغم من كثرة الخريجين قادرا على استيعاب الكفاءات منها، نظراً لحاجته المستمرة لكل العقول النيرة الداعية للتنمية المستدامة والتقدم ، والتي يسعى الكثير من المستثمرين إلى تبنيها .
من هنا رأت إدارة الكلية ضرورة التسريع في تنفيذ خططها في تنفيذها في حدود الإمكانات ، من أجل زيادة التنسيق مع هيئات المجتمع المحلي بقطاعيه الخاص والعام لتوسيع قدرته الاستيعابية للخريجين ، عن طريق توفير القروض وبضمانات مقبولة يراعى فيها أحوال الخريجين المالية المتواضعة، ولا يخفى على الجميع أن التشاركية وحمل زمام المبادرة هي السبيل الأنسب للخروج من عنق زجاجة الحاجة لفرص العمل لمواجهة ظاهرة البطالة.
أبارك لكم ولذويكم ولجامعتكم تخرجكم اليوم ، ليسعد بكم وبجهودكم المنتظرة وطنكم العزيز، في ظل راعي مسيرة البناء والتقدم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
19, Sep, 2016