أكّدت ورشةُ العملِ الّتي استضافتها كليّةُ الآدابِ في الجامعةِ الأردنيّة ضمنَ برنامجِ ماجستير حقوق الإنسان والدّيمقراطيّة في المنطقةِ العربيّة بعنوان "حماية حقوق الطّفل وفقًا لآليّاتِ الأمم المتّحدة"، ضرورةَ تفعيلِ سبلِ حمايةِ الأطفال في النّزاعاتِ المسلّحة من الانتهاكاتِ الّتي تُمارَسُ بحقّهم، وذلك عبر توثيقِها، ومحاسبةِ أطرافِ الصّراع قانونيًّا، والضّغطِ عليهم، وضمانِ وصولِ المساعدات إلى الأطفال، إلى جانبِ توفيرِ الدّعم النّفسيّ، وتأمينِ المناطق الآمنة.
وشدّدتِ الورشةُ التّي جاءت بالتّعاونِ مع الوكالةِ الجامعيّة للفرانكوفونيّة، والحرمِ الجامعيّ العالميّ، ومركزِ التّدريبِ والتّوثيقِ التّابع للمفوضيّة السّامية لحقوق الإنسان، ومركزِ عمّان لدراسات حقوق الإنسان، على ضرورةِ تطبيقِ الموادّ القانونيّة الواردة في القانون الدّوليّ لحقوق الإنسان، والقانون الإنسانيّ، والقانون الجنائيّ، وأن تُجرى مساءلةُ أطرافِ الصرّاع، دون أن يفلتوا من العقاب؛ في سبيلِ تحقيقِ الرّدع العامّ والخاصّ للانتهاكاتِ كلِّها.
وقالَ عميدُ كليّةِ الآداب، الدكتور محمد القضاة، في تصريحٍ له إنّ ورشةَ العملِ الّتي عُقِدَت على مدار ثلاثة أيّام، جاءت ترجمةً لاتّفاقيّةِ التّعاونِ الموقّعة بين الجامعةِ الأردنيّة، وجامعةِ القدّيس يوسف/ لبنان؛ للتّعاونِ في برنامجِ ماجستير حقوقِ الإنسان للمنطقةِ العربيّة.
وأوضحَ القضاة أنّ الورشةَ قد شاركَ فيها أربعةٌ وعشرونَ ناشطًا وطالبًا متميّزًا في مجالِ حقوق الإنسان من جامعاتِ خمسِ دول عربيّة، هي: مصر، وفلسطين، ولبنان، والعراق، إضافةً إلى الأردنّ، كما شارك في الورشةِ عددٌ من طلبة مرحلة الماجستير من منطقة الشّرق الأوسط في مجال حماية حقوق الطّفل.
وفي الجلسةِ التّدريبيّة الّتي عُقِدَت في اليوم الثّالث من الورشة، وقدّمها مديرُ مركز عمّان لدراسات حقوق الإنسان، الدكتور نظام عساف، سُلِّطَ الضّوءُ على تجاربَ مختلفةٍ لانتهاكات حقوق الطّفل في النّزاعاتِ المسلّحة في عددٍ من الدّول العربيّة الّتي تعيشُ حالةً من النّزاع المسلّح، وذلك عبرَ مداخلاتٍ شاركَ فيها، عن بعد، كلٌّ من المديرِ التّنفيذيّ لمؤسّسةِ ضمير لحقوق الإنسان في فلسطين علاء سكافي، والنّاشطِ الحقوقيّ من اليمن محمد واطيري، وأحدِ قادة النّضال السّلميّ في المجتمع المدنيّ مدني عباس من السودان.
وقال عساف إنّ عرضَ التّجارِب أسهمَ في الكشف عن أبرزِ الانتهاكاتِ الًتي يتعرّضُ لها الأطفالُ في بلدانهم، مثبتةً بالأدلّة والأرقام، وأشار إلى الإجراءات اللّازم اتّخاذُها بحقّ أطراف الصّراع، مستعرضًا إيّاها من قتل، وجرح، واعتقال، وتجويع، وتجنيد، ولجوء، ونزوح، وانفصال عن السّلطة، وحرمانٍ من التّعليم، وأيضا عنف جسديّ، ومسح من القيد المدنيّ، واعتقال إداريّ، وفرض قيود على المساعدات الإنسانيّة، إلى جانبِ الاعتداءِ على المناطق الآمنة.
ونوّه العساف إلى أنّه وحسبَ ما تعيشه منطقةُ الشّرق الأوسط، وما يعصف بها من حروبٌ وأزمات نجمت عنها تداعياتٌ بالغةُ الخطورة، لا بدّ من تضافرِ جهود المنظّمات الدّوليّة والإقليميّة وتكثيفِها؛ بغيةَ تطبيقِ النّصوصِ الواردة في المواثيقِ الدّوليّة، والإعلانات المتعدّدة الصّادرة عن الأمم المتّحدة ومنظّماتِها، وتطبيقِ القرارات الصّادرة عن مجلسِ الأمن، إلى جانب تفعيلِ دور الصّليب الأحمر.
وفي نهايةِ الورشةِ التي حاضرَ فيها عددٌ من الحقوقيّين والخبراء في مجالِ حقوقِ الإنسان، وحقوقِ الطفل، سلّم عميدُ الكليّة الشّهاداتِ للمشاركين، معربًا عن أمله في أن تسهمَ مشارَكاتُهم في إغناءِ خبراتِهم؛ وهذا يمكّنهم من ايجاد آليّاتٍ جديدة لحمايةِ حقوق الطّفل من تلك الّتي توفّرُها الأممُ المتّحدةُ لحمايةِ حقوق الطّفل وفقًا لاتّفاقيّةِ الأمم المتّحدة لعام 1990.