رحل عنا مؤخرََا عالم الاجتماع العربي الكبير حليم بركات عن عمر يناهز التسعين عامََا، أفناها يبحث في متاهات الانسان بين الحلم والواقع محاولا الوصول إلى تفسير  بنية المجتمع العربي من خلال سبر قضاياه و تجسيد أوجاعه والبحث عن حرية الفرد وفكّ قيود المرأة، ووضع حدٍّ لاستلابها في المجتمعات العربية.

رحل صاحب روايات (ستة أيام) 1961 و(عودة الطائر إلى البحر) 1969 و(الرحيل بين السهم والوتر) 1979 و(طائر الحوم) 1988  و(المدينة الملوّنة) 2006، غادرنا بعد أن عاش تجربة النفي والبعد عن الوطن حتى الممات.

ترك لنا بركات إرثاً علمياً كبيراً حاول من خلاله تفسير ظاهرة الاغتراب في المجتمع العربي حيث يعيش الشعب كابوساً وليس حلماً، محاصراً باليأس والتهميش والغياب و منشغلاً بتدبير أوضاعه المعيشية على حساب إنسانيته وكرامته وطاقاته الإبداعية .

تسعون عاماً حافلة بالانتاج الفكري والإبداعي حيث تعنى منشوراته بالصعوبات التي تُواجه المجتمعات العربية الحديثة كالاغتراب وأزمات المجتمع المدني والحاجة إلى الهوية والحرية والعدالة، والاندماج السياسي والاجتماعي، ترجل بركات عن صهوة قلمه وعاد الى خالقه"كعودة الطائر إلى البحر"ومن أهم أعماله: الاغتراب في الثقافة العربية.. متاهات الإنسان بين الحلم والواقع، والمجتمع المدني في القرن العشرين، والهوية وأزمة الحداثة والوعي التقليدي، إضافة إلى روايات وكتابات قصصية.