استضاف قسم الصّحافة والإعلام والاتصال الرّقمي في كلّيّةِ الآداب بالجامعةِ الأردنيّة، اليوم، صانع الأفلام والأستاذ المساعد في كلّيّة لومينوس الجامعية التقنية، الدكتور أحمد الفالح، لإلقاء محاضرة متخصصة حول تطبيقات التحليل السيميائي في الأعمال السّينمائية.
وقال الفالح، خلال المحاضرة التي جاءت بحضور رئيسة القسم، الدكتورة ياسمين الضامن، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة، إنّ "السيميائية" تسهم بشكلٍ كبير في تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطّلبة، مما يعزز قدرتهم على التعامل الواعي مع المحتوى الإعلامي، سواء كمستهلكين أو صانعين للمحتوى، لا سيّما في ظل التوسع الكبير في الوسائط الرقمية والتفاعلية.
وأوضح المحاضر المتخصص في التحليل السّيميائي كيفية توظيف العناصر الرقمية والتقنيات الحديثة في صناعة الأفلام، ودورها في إيصال الرسالة البصرية وتعزيز البُعد العالمي للأعمال السينمائية، مشيرًا إلى أثر التكنولوجيا في بناء المعاني والدلالات البصرية العميقة داخل الخطاب السينمائي.
من جانبها، أكّدت الضامن، في مداخلتها، أهمية إدماج التحليل السيميائي في مناهج دراسة الإعلام، خاصّة في ظل التحول الرقمي المتسارع، لما له من دور جوهري في تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، وفهم الرسائل الضمنية في المواد الإعلامية والأفلام.
وقالت إنّ دراسة التحليل السيميائي من قِبل طلبة الإعلام تُمكّنهم من فَهم الرسائل الاتصالية الكامنة خلف الصور والأفلام والنصوص الإعلامية، إذ يساعدهم هذا النوع من التحليل على تفكيك الرموز والعلامات البصرية واللغوية، واكتشاف الدلالات الثقافية والاجتماعية التي تحملها، بدلًا من الاكتفاء بالفهم السطحي للمحتوى.
وشهدت المحاضرة تفاعلًا وإقبالًا من الطلبة، لما تضمنته من محتوى غني، وما اشتملت عليه من تحليل لمشاهد مختارة من الفيلم الأردنيّ الشهير "ذيب"، حيث أوضح الفالح كيفية تفكيك الرموز البصرية والسمعية وتفسير دلالات الأزياء والإضاءة وحركة الكاميرا والموسيقا، ومدى تأثيرها في بناء المعنى الكلّي للفيلم.
كما أفسح الفالح المجال أمام الطلبة للمشاركة في النقاشات وتحليل المشاهد بأنفسهم، إلى جانب طرح الأسئلة، مما أسهم في تعزيز الفهم العملي لديهم لمفاهيم التحليل السيميائي، وتطبيقاته في سياقات إعلامية وسينمائية متنوعة.