محاضرة بعنوان الصورة والاستشراق مرايا الشرق في أعين الغرب

ستعرض الدكتور عصام نصار، أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الينوي ومدير برنامج التاريخ في معهد الدوحة، بدايات التصوير الغربي الاستشراقي للشرق العربي، وبخاصة في فلسطين ومصر، مُبَيِّنًا أنَّ الاهتمام بفلسطين كان بسبب قدسيتها وبمصر بسبب تاريخ الفراعنة، إضافةً إلى وقوفه على أثر الحملة الفرنسية، التي كانت عاملًا في تقدُّم رسم علماء الحملة الفرنسية للشرق؛ مما أنتج مئات الصور في أكثر من مكان، وقد أشار نصار في هذا الصَّدد إلى أن الصور والرسومات الفرنسية ارتبطت بخلفيات ذهنية صادرة عن ألف ليلة وليلة في موضوعات الجواري والحريم؛ حيث صُوِّرَ الشرقُ وكأنه امرأة يشتهيها الغرب.
كما ظهر نمط من التمثيل في الصور التي صورت حالة السودان ونساء البدو؛ إذ إن هناك صور مركبة عن الحريم؛ مما يدلُّ على الاهتمام بالنساء المحجبات، وأشكال الحجاب، وإبراز الذكورية، وإظهار مظاهر الاسترخاء والطقوس.
وقال نصار في معرض حديثه إنه قد جرى الاهتمام بالإمبراطوريات التي كانت على وشك الأفول، فجاءت صور شاه إيران، والأسرة القاجارية وأميراتها، وسلاطين العثمانيين محاولةً إبراز حياة النظام القديم في الشرق الأوسط في مقارنة مقصودة مع الثورة الفرنسية.
أما في ما يخص فلسطين، فكشف نصار عن أن الصورة الاستشراقية حاولت إظهارها جغرافيًّا خاليةً من السكان؛ لكي تخدم الرواية الدينية الصهيونية.
وظهر اهتمام بطائفة السـمره/ السامريين، الذين كانوا يظهرون بشكل كبير لأنهم مذكورون في الإنجيل، كما ظهر تقصي المصور الغربي لطائفة البرصان في فلسطين، ليس لأنه اهتمام بالمرض بل لأن المسيح ذُكر بأنه أشفى أبرص.
ونبَّه نصار إلى أن هناك أشخاصًا امتهنوا مهنة التمثيل في التصوير، وقد اقتصر تمثيل الشرق إما على الجانب الديني أو الجنسي.
وعن الصور الشرقية العربية الراهنة في الغرب قال نصار إن التركيز باتَ اليوم على صورة الشرقي الإرهابي والحشود التي تصرخ وراء أي تفجير أو عملية عسكرية لإسرائيل في فلسطين، في حين إذا كان الحدث معكوسًا تظهر صور للطرف الآخر برومانسية وقالب حزين.
حديث نصار جاء ضمن برنامج الأساتذة المميزين في قسم التاريخ في مادة الاستشراق لطلبة الدكتوراه.