جمعَ قسمُ الفلسفة في كليّة الآداب في الجامعة الأردنيّة اليومَ خلال فعاليّات اليوم الوظيفيّ الذي أقامه، طلبتَه وخرّيجيه مع نخبة من ممثّلي المؤسّسات المحليّة والإقليميّة من حملة شهادة علم الفلسفة، الذين استطاعوا بفضل علمِهم وخبرتِهم أن يَشغلوا مناصبَ رياديّةً في مختلف مجالات العمل، وتمكّنوا من إحداث بصمة حقيقيّة ونقلة نوعيّة أسهمت في ارتقاء مسيرة العمل وتطوّرها ودفع عجلة تقدّمه، ما جعل اليومَ الوظيفيَّ بمثابة جسر حقيقيّ يربط بين طموحاتِ الطلبة الأكاديميّة وآفاق سوق العمل المختلفة.
وهدف اليومُ العلميُّ الذي جاء بحضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسيّة والإداريّة وطلبة وخرّيجي القسم والكليّة، إلى التعريف بمجالات العمل التي يمكن لحملة شهادات علم الفلسفة أن يشغلوها في سوق العمل، وليكون بمثابة باكورة لمدّ آفاق من التعاون والتشبيك بين القسم والمؤسّسات المحليّة والإقليميّة في مختلف المجالات البحثيّة والتعليميّة والإداريّة والمهنيّة أيضًا.
وخلال افتتاحها فعاليّاتِ اليومِ الوظيفيّ مندوبةً عن عميد الكليّة، أشادت نائبُه الدكتورة فاطمة العمري بجهود قسم الفلسفة في تنظيم اليوم الوظيفيّ وتنفيذ مختلف الأنشطة النوعيّة الهادفة التي تحفّز الفردَ على أن يغيّرَ ما بداخله، ويتعلّم كيف يغيّر المجتمع.
وقالت: "إنّ العناية باليوم الوظيفيّ وطرح مساق الجاهزيّة لسوق العمل الذي بدأت الجامعة في تدريسه مطلعَ العام الدراسيّ الحالي، يشكّل نقلةً نوعيّةً في التعليم الجامعيّ، لما يسهم في تعزيز دور الأقسام الأكاديميّة في تهيئة الطلبة وتسليحهم بالمهارات التي تمكّنهم من الربط بين الجانب النظريّ والجانب العمليّ؛ استعدادًا لخوض غمار سوق العمل عن كفاءة واقتدار، وليكونوا قادرين على التغيير والتشغيل في المجتمع".
في حين أكّدت رئيسة قسم الفلسفة الدكتورة دعاء علي أنّ الفلسفةَ حياة، والحياة فلسفة في جدليّة لا يمكن إنكارها، مشيرةّ إلى أنّ علم الفلسفة فنٌّ فكريٌّ مرتبط بمختلف مناحي الحياة الاجتماعيّة والفرديّة والعمليّة، وبات وسيلةً تمكّن الفردَ من مواجهة الصعوبات وفهمها وإيجاد حلول لها، حيث إنّه علم موجّه دائمًا نحو قضايا الوجود ويحمل همَّ الإنسان.
وقالت في كلمتها: "إنّ علم الفلسفة يمكًننا من الانفتاح على الشأن الإنسانيّ العامّ، وتغيير العالم بعد أن نغيّر ما في أنفسنا، ويراهن على الحداثة والتطوّر الاقتصاديّ والاجتماعيّ والسياسيّ، مؤكّدةً أنّ خرّيجَ قسم فلسفة قادرٌ على أن يَشغلَ مجالاتِ عمل مختلفة والتميّز فيها، لما تزوّده به "الفلسفة" من أدوات التفكير والتحليل والقدرة على الربط والبحث وإيجاد الحلول".
بدورها، قالت الطالبة فرح صندوقة في كلمة ألقتها بالنيابة عن خرّيجي القسم: "إنّ "الفلسفة" ليست مجرّدَ تأمّلات نظريّة أو نقاشات فكريّة، بل هي علم التفكير والتحليل"، مشيرةً إلى أنّ علم الفلسفة يَصقل العقلَ ويزرع الانضباطَ الفكريَّ وحبَّ التعلّم المستمرّ، وهي المهارات ذاتها التي تبحث عنها كبرى المؤسّسات في موظَّفيها، ومشيرةً في الوقت ذاته إلى ما تعلّمه خرّيجو القسم في دراستهم الأكاديميّة من أسس لحلِّ المشكلات من زوايا متعدّدة، والتفريق بين الظاهر والحقيقة وكيفيّة بناء حجج متماسكة والمناقشة بموضوعيّة.
واشتمل اليومُ الوظيفيُّ على عدد من المداخلات، قدّمها عدد من أصحاب المناصب الرياديّة في مختلف المؤسّسات البحثيّة والأكاديميّة والتعليميّة الذين أثبتوا نجاحَهم وتألقَهم في مجالات عملهم، عرضوا من خلالها لتجاربهم في سوق العمل التي شكّلت قصص نجاح، مشيرين إلى طبيعة المجالات التي يمكن لخرّيجي قسم الفلسفة العملُ والتألًق بها، ومؤكّدين أنّ مستقبلًا زاهرًا في انتظار خرّيجي قسم الفلسفة في مختلف المجالات العمليّة، إذا أحسنوا المواظبة والاطّلاع في مختلف حقول المعرفة، فيكونون قادرين على التعبير عن مجالهم في الفلسفة.
كما دار حوارٌ موسّع اشتمل على عدد من الأسئلة والاستفسارات التي وجّهها الطلبةُ والحضورُ للضيوف المشاركين في اليوم الوظيفيّ، تناولت في محاورها أبرزَ الصعوبات التي يمكن أن يواجهها حملةُ شهادات قسم الفلسفة وكيفيّة التغلّب عليها في سبيل إثبات ذاتهم ووجودهم، وكيفيّة تنمية مهاراتهم العمليّة، والارتقاء بعلمهم وخبراتهم.
شارك في اليوم الوظيفيّ: الدكتور حامد دبابسة المشارك في تأليف كتاب الفلسفة لطلاب مرحلة الصف الثاني عشر المنوي تدريسه في المدارس ضمن خطّة وزارة التربية والتعليم الأردنية المقبلة، والدكتورة خالدة قطاش من المدرسة الأهليّة للبنات، والدكتورة نوار ثابت من المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، ورائد حداد من مدرسة لاتين الفحيص الثانوية، والدكتور أيمن الخلايلة مدير مركز الحكمة للدراسات والتدريب، وروان دعيبس مؤسّسة مبادرة شغلني.