برعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، نظمت كلية الآداب ندوة علمية اليوم بعنوان "الأردنيون في زمن اليوبيل: التاريخ واللغة"، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم على العرش.
وقدم الندوة عميد الكلية الدكتور محمد القضاة، وتحدث فيها كل من وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي الدكتور مهند مبيضين وأستاذ الأدب الجاهلي الدكتور عمر الفجاوي، بحضور نواب الرئيس وعدد من العمداء وحشد كبير من الطلبة.
وقال مبيضين إن الأردن ولد في خضم التحديات؛ إذ تولى جلالة الملك العرش في ظروف دولية وإقليمية معقدة، واجه خلالها تحديات جسامًا بحكمة واقتدار، منطلقا برؤية استراتيجية لتحديث الدولة وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، مؤمنًا بأهمية الاستقرار والأمن بوصفهما ركائز أساسية للتنمية الشاملة.
وأضاف مبيضين بأن الأردن طور استجابة نوعية متطورة لتلك التحديات، كان من شأنها العبور به إلى بر الأمان، لافتًا إلى أنّ الملك عبد الله الثاني لعب في السياق الدولي دورًا محوريًّا في الدفاع عن مصالح الأردن والقضايا العربية، معتمدًا على دبلوماسية فعّالة وحكيمة؛ حيث شكّل ركنًا أساسيًّا في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكدًا دومًا على حل الدولتين بوصفه أساسًا لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما عمل على تعزيز العلاقات مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية، مساهمًا في تحسين صورة الأردن وزيادة تأثيره على الساحة العالمية.
وعرض مبيضين لجملة من الإنجازات التي تحققت خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، منها على سبيل الذكر لا الحصر التعديلات الدستورية والتحديثات السياسية والحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد وتعزيز المنظومة القيمية وبرامج التحول الاجتماعي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، لفت مبيضين إلى أن الأردن حقق نموًّا وازدهارًا كبيرين، إذ نمت احتياطات البنك المركزي، وحصل الأردن على تصنيف ائتماني عالٍ، كما عُمل على تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية؛ ما أسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستويات المعيشة.
وفي سياق الحديث عن التطور العلمي والثقافي، قال مبيضين إن الجامعة الأدرنية كانت مؤسسة رائدة في إحداث التحول القيمي في المجتمع الأردني.
إلى ذلك، لفت الفجاوي إلى أن الندوة تأتي تزامنا مع ذكرى بيعة الأردنية والعرب للشريف الحسين في 14 آذار، مستذكرا النص البديع الذي خُطّت به البيعة.
وقال الفجاوي إنّه عُرف عن الهاشميين فصيح الخطاب وقوامة اللسان وعدم إراقة الدماء، بدءًا من قصي بن كلاب إلى يومنا هذا.
وقدم الفجاوي في مداخلته مجموعة أمثلة دالة عن أنس خطاب الهاشميين وحرصهم على البيان، وقدرتهم على توظيف اللغات بشكل ملفت، بصورة لا تقوم فيها لغة مقام أخرى، مؤكّدًا أنهم يحسنون توظيفها في كل مقام تحتاجه باعتبار خطابهم خطاب دولة ورسالة أمة.
بدوره، قال عميد كلية الآداب إن الندوة تأتي ضمن سلسة من الندوات والمحاضرات التي تعكف الكلية على عقدها لإذكاء الوعي وتعريف الطلبة ببلدهم وأمتهم والسياقات المهمة فيها.
وأضاف بأن الكلية تسعد بالاحتفاء بشكل علمي وأكاديمي باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم على العرش، ما يعكس مكانة الكلية الأكاديمية وطلبتها المرتفعة.